دبي- مباشر: أعلن سوق دبي المالي عن نتائجه المالية الموحدة لفترة الأشهر التسعة المنتهية في 30 سبتمبر 2025، حيث بلغ صافي الربح قبل الضريبة 930.8 مليون درهم، بزيادة نسبتها 212% مقارنةً مع الفترة ذاتها من عام 2024.
 
         كما ارتفع إجمالي الإيرادات الموحدة بنسبة 138% على أساس سنوي ليصل إلى 1.1 مليار درهم، في انعكاس لاستمرار النشاط القوي في التداول وتوسع منظومة أسواق رأس المال في دبي.
 
         وارتفع مؤشر السوق بنسبة 13.2% ليغلق تعاملاته عند مستوى 5,839.64 نقطة، بما يعكس الزخم المتواصل وثقة المستثمرين الراسخة. كما بلغت القيمة السوقية الإجمالية للشركات المدرجة 995 مليار درهم، بزيادة نسبتها 9.7% منذ نهاية عام 2024، في وقت يواصل فيه السوق استقطاب مُصدرين ومستثمرين جدد من قطاعات متنوعة.
 
         أكد هلال سعيد المري، رئيس مجلس إدارة سوق دبي المالي، أن الأداء المالي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 يعكس قوة وزخم أسواق رأس المال في دبي والثقة المتنامية من المستثمرين الدوليين، موضحًا أن النمو المستمر في نشاط التداول والقيمة السوقية للشركات المدرجة يبرهن على نجاح استراتيجية السوق في زيادة مستويات السيولة وجذب المزيد من المشاركة العالمية وتعزيز سهولة الوصول إلى السوق. وأضاف أن دبي تواصل ترسيخ مكانتها كمركز مالي عالمي رائد، وأن سوق دبي المالي ملتزم بتعزيز الابتكار والشفافية والنمو المستدام بما يتماشى مع أهداف أجندة دبي الاقتصادية D33.
 
         نتائج مالية قوية
سجل سوق دبي المالي أداءً مالياً استثنائياً خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، مدفوعاً بالزخم المستمر في التداول وثقة المستثمرين. وبلغ إجمالي الإيرادات الموحدة 1.1 مليار درهم، مقارنة بـ460.3 مليون درهم خلال الفترة نفسها من عام 2024، بزيادة نسبتها 138%.
 
         وساهم الدخل التشغيلي بنحو 409.7 مليون درهم، فيما بلغت عوائد الاستثمار ومصادر الدخل الأخرى 216.5 مليون درهم، إلى جانب دخل من بيع عقار استثماري بقيمة 467.2 مليون درهم، مدعوماً بالأداء القوي للسوق والإدارة المالية الرشيدة.
 
         أما المصاريف الإجمالية (باستثناء الضرائب) فقد بلغت 162.6 مليون درهم، مقارنة بـ161.6 مليون درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، مما يعكس استمرار الاستثمار في التكنولوجيا وتطوير البنية التحتية للسوق.
وبذلك ارتفع صافي الربح قبل الضريبة إلى 930.8 مليون درهم مقارنةً بـ298.7 مليون درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
 
         نشاط تداول قوي 
 
         حافظ السوق على وتيرة نمو قوية في نشاط التداول منذ بداية عام 2025، حيث بلغ المتوسط اليومي لقيمة التداول 709 ملايين درهم بزيادة 83% مقارنة بـ387 مليون درهم في الفترة نفسها من عام 2024. كما ارتفعت القيمة الإجمالية للتداول بنسبة 82% لتصل إلى 133 مليار درهم، وارتفع متوسط عدد الصفقات اليومية بنسبة 48% ليصل إلى 13,600 صفقة.
 
         وتعكس هذه النتائج السيولة القوية وتنامي مشاركة المستثمرين من المؤسسات والمستثمرين الأجانب، وهو ما يعزز مكانة دبي كوجهة مالية عالمية قائمة على أسس اقتصادية متينة وقاعدة متزايدة من المستثمرين الدوليين.
 
         نمو قاعدة المستثمرين
 
         واصل السوق جذب المزيد من المستثمرين خلال العام، حيث استقبل حتى نهاية سبتمبر 2025 نحو 82,742 مستثمراً جديداً، شكّل الأجانب 84% منهم، لتتجاوز القاعدة الإجمالية للمستثمرين 1.2 مليون مستثمر. واستحوذ المستثمرون الأجانب على 51% من إجمالي قيمة التداول، في حين بلغت مساهمة المؤسسات 70%، مما يعكس جاذبية السوق كمركز عالمي لرؤوس الأموال.
 
         كما استقرت ملكية الأجانب عند 20% من إجمالي القيمة السوقية، وهو مؤشر واضح على استمرار الثقة في السوق.
 
         الإدراجات الجديدة
 
         شهد السوق خلال الفترة إنجاز الطرح العام الثانوي لأسهم شركة "دو"، وهو أول طرح عام ثانوي مُسوّق بالكامل لأسهم شركة مدرجة في دولة الإمارات، وحظي بإقبال واسع من المستثمرين الأفراد والمؤسسات على المستويين المحلي والدولي، ما عزز السيولة ورسخ مكانة السوق كوجهة استثمارية رئيسية.
 
         كما شهد السوق طرح شركة "أليك القابضة" في سبتمبر 2025، الذي لاقى إقبالاً واسعاً، ليعكس التنوع المتزايد في القطاعات المشاركة في السوق. وتعمل إدارة السوق على دعم إدراجات جديدة من قطاعات مختلفة، في إطار جهودها لتعزيز التنوع وتوسيع نطاق الوصول إلى رؤوس الأموال، وبناء منظومة متكاملة تربط بين الجهات المصدرة والمستثمرين.
 
         تنوع القطاعات المدرجة
 
         بلغت القيمة السوقية الإجمالية للشركات المدرجة 995 مليار درهم، ما يبرز تنوع القطاعات الاقتصادية في السوق، حيث استحوذ القطاع المالي على نحو 42% من الإجمالي، يليه القطاع العقاري بنسبة 19%، ثم قطاع المرافق بنسبة 16%، والصناعات بنسبة 12%، وقطاع الاتصالات بنسبة 4%، بينما شكلت السلع الاستهلاكية الأساسية والقطاعات الأخرى النسبة المتبقية.
 
         ويؤكد هذا التنوع الجهود الاستراتيجية لسوق دبي المالي في استقطاب إدراجات من القطاعات الواعدة وسريعة النمو، بما يتماشى مع رؤية دبي لتطوير سوق متنوع وتنافسي عالميًا.
 
         رؤية مستقبلية
 
         أكد حامد علي، الرئيس التنفيذي لسوق دبي المالي وناسداك دبي، أن الأداء القوي للسوق خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 يعكس التقدم المستمر في تنفيذ أولويات السوق الاستراتيجية، وفي مقدمتها زيادة السيولة، وتوسيع قاعدة المشاركين، وتعزيز سهولة الوصول إلى السوق للمستثمرين المحليين والدوليين.
 
         وأضاف أن الإقبال المتزايد من المستثمرين واستمرار زخم الطروحات العامة يعكسان الثقة المتنامية في أسواق رأس المال في دبي، مشيراً إلى التزام السوق بمواصلة مسيرة التحول الرقمي، وتوسيع محفظة المنتجات الاستثمارية، وتعزيز الابتكار لدعم النمو المستدام وترسيخ مكانته كمركز مالي عالمي رائد.